عدد 33 ثورة25 أكتوبر image
صـوتٌ تَـراهُ في صَـدى الـمُـتـأَلِـمِ      
عانق عراقَكَ في جـروحِ المُـغـرَمِ

واقبض ولا تُرخي يمينَكَ مُجهَـداً
فالعِرقُ يَنبضُ في الإبـاءِ المُـقـدَمِ

وابـدأ بتـشـريـنِ المُـنـاضِـلِ ثَـورَةً
واجبُر بصـوتِـكَ مأمَـنَ المتَحـطِّـمِ

أنعاكَ يا تشريـنُ في جـوفِ الـبَـلا
هل كـانَ مـوتُ الثائـرينَ بِمُـحـتَـمِ

هُم غادروا الـدُنـيـا شـبـابـاً راحِـلاً
قُـتِـلَ الحَـديثُ بِغُـصَـةِ المُـتَـكَـلِّـمِ

هَل كانَ موتُكَ في العِـراقِ مُقَدَّرٌ؟
يا صَرصرَ الالـمِ المَقـيـتِ المُـعـدَمِ

يا صَرخَةً وَصلت عـنـانَ سَمـائِـهـا
صَدحت بآهٍ وارتَمت في المَجثَـمِ

هَل إنَ دَمـعَ المُرهـفـاتِ تـزورهـم
سـارت اليهِ في الـظَـلامِ المُـعـتَـمِ

نثـرَت على قَبـرِ الـعَـزيـزِ فـؤادَهـا
ثُـمَ ارتـوت في دَمـعِـهـا المُـتكَـلِـمِ

تَبكي وَتضحَكُ في تَناقُضِ دَمعِهـا
عَجِـبَ الزمـانُ بـصبـرِها المُتـهـدِمِ

مــاتَ الــشـبـابُ بِــثَــورَةٍ لـكـنـمــا
موتُ الكَرامَةِ في الحَيـاةِ بأعـظَـمِ

فَـكـأنَّ سُـمَّ الحـاقـديـنَ أحـاطَـهُـم
و سَــرى بــأوردَةٍ كَـمــوتٍ مُــبــرَمِ

بالأمسِ خَطَّ إمـامَهـم طُـرُقـاً لَـهُـم
واليومَ ساروا في الطَريقِ الأعظَـمِ

رُفِعَـت بـأَجنِـحَـةِ الطـيـورِ مُـنـاهُـمُ
أَحـلامُـهُـم كانَـت بِعـيـشِ الـمُـكـرَمِ

دَمــعٌ تَجـارى كـالسـيـولِ وصَـرخَـةٌ
وَصـلـت لأجـرَامِ الفَـضـاءِ الـمُـبـهَـمِ

قمر حسين أحمد
________
تَلقَى لمهمهةِ الردى عنوانُ
و تمورُ أسيافُ اللظى بركانُ

إن خاض أهل الأرضِ كلَّهُم وغى
معهم فلا يبقى لهم دفّانُ

النّبل و المجد الرفيع أمامهم
فكما تقولَ الطلُّ و الطوفانُ

ولهم سيوف بالمنى مطلية
فيهم نفوس صاغها الايمان

قدوا اذا ضربوا بكف يمينهم
أما اليسار ففيهم الرجحان

قوم علو للموت صهوة جودهم
للموت واحدهم غدى يزدان

وتراشفوا دخانها ليطهروا
وليصبروا فجزاؤهم إحسان

وتوسدت بين القبور دياسق
ولثأرهم دم الورى بركان

ياشهر تشرين افتخر متوارثا
تموز ما عاد لهم عنوان

قد سجلوا تأريخهم بدمائهم
جند لموطنهم كما الورشان

بصدورهم لاقوا رصاص بنادق
حتما يفوز النسر لا الغربان
(سما علي جبار الكربلائي)

I BUILT MY SITE FOR FREE USING